نحن من يتحداك يا حسان أن تثبت أن النصارى أهل ذمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد :

زعم محمد حسان أن النصارى الذين يعيشون بين المسلمين الآن وتحت حكمهم

أنهم من أهل الذمة

ونحن نقول له اثبت العرش ثم انقش

نطالب محمد حسان بأن يبين لنا متى يصبح النصارى أهل الذمة

ومتى تسقط عنهم تلك الأحكام

وعلى ماذا تمت مصالحتهم ، حتى ثبتت لهم تلك الأحكام

وهل الدولة تعتبر أن ما يدفعونه عوضا عن الجزية

وهل هم يقرون وهم صاغرون أن الضرائب التي يدفعونها

تحل محل الجزية ،

وإن كان المسلمون يدفعون الضرائب تماما كالنصارى

فمن يكون المسلم ومن يكون الذمي النصراني ،وهل دفع المسلم للجزية

تعد بدلا من الزكاة إن اعتبرناها بدلا عن الجزية في حق النصارى

وهل الأحكام الجارية عليهم بحكم الشرع

أم بحكم غير الإسلام التي ساوتهم بالمسلمين وجعلتهم شركاء معهم ، ولهم من الحقوق

والواجبات والمستحقات كالمسلمين تماما بل وزيادة ، بحكم المواطنة

وهل النصارى الذين يعيشون بيننا الآن تتوفر فيهم تلك الشروط

وحتى يأتينا محمد حسان بالجواب أقول وبالله التوفيق

تعريف أهل الذمة :

قال ابن القيم : «أهل الذمة» عبارة عمن يؤدي الجزية، وهؤلاء لهم ذمة مؤبدة،

وهؤلاء قد عاهدوا المسلمين على أن يجري عليهم حكم الله ورسوله، إذ

هم مقيمون في الدار التي يجري فيها حكم الله ورسوله. احكام أهل الذمة / 2 _ 873

والذمة عند الحنفية: "عقد ينتهي به القتال، يلتزم به الذمي أحكام الإسلام فيما

يرجع إلى المعاملات، والرضا بالمقام في دار الإسلام"

وقد عرفه أبو حامد الغزالي فقال : "هو التزام تقرير غير المسلمين في ديارنا وحمايتهم،

والذب عنهم، ببذل الجزية والاستسلام من جهتهم"

وعرفه ابن مفلح بأنه : "إقرار بعض الكفار على كفره بشرط بذل الجزية والتزام

أحكام الملَّة" .

وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله " ولا يجوز عقد الذمة المؤبدة إلا بشرطين:

أحدهما: أن يلتزموا إعطاء الجزية في كل حول،

والثاني: التزام أحكام الإسلام وهو قبول مايُحكم به عليهم من أداء حق أو ترك محرم،

لقول الله تعالى " حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون "

المغني والشرح الكبير 1 _ 572

قال الشوكاني رحمه الله :

" ثبوت الذمة لهم مشروط بتسليم الجزية والتزام ما ألزمهم به المسلمون من الشروط "

(السيل الجرار) للشوكاني، 4/ 574

فمن خلال هذه الأقوال لأهل العلم وتعريفاتهم لمفهوم أهل الذمة

وهو ما اقتضته الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة

فهل النصارى يقرون بأحكام الشرع التي تلزمهم بالانقياد لها لتتنزل عليهم أحكامها

ويعترفون بها ويقبلونها

فالنصارى الآن لا يدفعون الجزية ، ويرفضون اعتبار الضريبة عوضا عن الجزية

والدولة لا تعتبر ذلك في حقهم ، كما أن هذه الضريبة لا تجري على مجرى أحكام أهل الإسلام

في التفريق بين النصارى وبين المسلمين

هذا وقد اسقطت الدول الإسلامية العمل بالجزية منذ سقوط الدوله العثمانية

فلا مبرر لشخص كمحمد حسان أن يعتبر بشخصه وبأفكاره وهواه وكأنه وصي على الإسلام

وأهله اعتبار أن ذلك من الجزية

هذه التحريفات من حسان فيها نقض للأحكام الثابة بالكتاب والسنة

وتلاعب بالألفاظ وأحكام الشرع

وأنا على ثقة كبيرة لو أن النصارى اعترضوا على محمد حسان

ورفعوا أمره للقضاء المعمول به في المحاكم الغير شرعية

لتراجع عن كلامه هذا باعتبار أن الضريبة عوضا عن الجزية

وأخذ يهرول معتذرا لهم عما صدر منه كما حصل منه في فتوى الآثار

فهو لا يقدر أن يجعجع إلا على أهل الإيمان

فإن كان لا يوجد لدينا ما يثبت أنهم أهل ذمة ، والنصارى لا يقرون بدفع الجزية

ولا بحكم الإسلام ويرفضونه بل ويعتبرون أن المسلمين ضيوفا عندهم

فكيف نثبت ذلك في حقهم

ولو افترضنا أنهم أهل ذمة كما زعم المدعو حسان ، فهل حصل منهم

نقض تلك العهود والمواثيق التي اثبتت لهم تلك الأحكام

قد بين العلماء الصادقون ما ينتقض به العهد حماية للمسلمين وأعراضهم ودينهم

لا حماية لأعراض المشركين من المسلمين ، من ذلك

1ـ الإعانة على قتال المسلمين

2ـ قطع الطريق عليهم

3ـ إيواء الجواسيس

4ـ الزنا بالمسلمة

5ـ فتن المسلم عن دينه

6ـ سب الله أو النبي

وكل هذه وتلك قد ثبتت في حق النصارى بل وأكثر فعن أي ذمة تتكلم يا حسان

"أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (التوبة:13

هذا وقد استدل البعض بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه على عدم جواز نقض عهد الكافر وذمته بقوله صلى الله عليه وسلم :

" لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة " وغيرها من الأحاديث الدالة على وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق .

فقام طائفة من الدعاة بالتلبيس على المسلمين أن هذه العهود والمواثيق غير قابلة للنقض و مؤبدة لا تقبل الانتقاض ولو بأي شكل من الأشكال من مفهوم و فتواهم وخطاباتهم ؟!! وإلا لو كان غير ذلك لما قالوا بوجوب الوفاء لهم بعهودهم ومواثيقهم بعد ما نقضوها مع المسلمين ولبينوا لهم ما ينتقض به العهد .

إلا أن يكون سب الله والرسول واستباحة أعراض المسلمين وقتل أبنائهم واغتصاب أراضيهم ومناصرة عدوهم لا تنتقض فيها العهود ؟! فما الناقض لها إذن !!!

قال تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (التوبة:12)

وقال تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4)

وقال تعالى : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:7

فهل بين هؤلاء العلماء مدلول هذه الآيات للمسلمين وأن لا عهد لهم ولا ذمة إن قاموا بما ينقض العهد ؟!

وهل بينوا لهم الشروط العمرية وكيف ينقض بها العهد ؟!

وهل بينوا للناس حكم أعطائهم العهد والميثاق وهم يسفكون دماء المسلمين

في العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان واغتصابهم النساء ، واعتبار

أن المسلمين ضيوفا عندهم ، مع تخزينهم للسلاح ضد المسلمين ،وقيامهم بالدعوة

للتبشير كما يزعمون مع طعنهم علنا بالقرآن ؟!

وقد رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قريش عهدها لما دخل في عهده قبيلة خزاعة وفي عهد قريش قبيلة بني بكر فاعتدت قبيلة بكر على خزاعة وعاونتها قريش على ذلك فلما عرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن قريش قد عاونت بني بكر على خزاعة رد إليهم عهودهم وقاتلهم.

( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)

( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8)

وأخيرا .....

كفاك يا حسان تلاعبا بأحكام الدين واحذر أن تكون خصيما للمجرمين

فلن نعطي الدنية في ديننا ولن نكون الأيتام على موائد اللئام

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad