هذا وقد استدل البعض بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه على عدم جواز نقض عهد الكافر وذمته بقوله صلى الله عليه وسلم :
" لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة " وغيرها من الأحاديث الدالة على وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق .
فقام طائفة من الدعاة بالتلبيس على المسلمين أن هذه العهود والمواثيق غير قابلة للنقض و مؤبدة لا تقبل الانتقاض ولو بأي شكل من الأشكال من مفهوم و فتواهم وخطاباتهم ؟!! وإلا لو كان غير ذلك لما قالوا بوجوب الوفاء لهم بعهودهم ومواثيقهم بعد ما نقضوها مع المسلمين ولبينوا لهم ما ينتقض به العهد .
إلا أن يكون سب الله والرسول واستباحة أعراض المسلمين وقتل أبنائهم واغتصاب أراضيهم ومناصرة عدوهم لا تنتقض فيها العهود ؟! فما الناقض لها إذن !!!
قال تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (التوبة:12)
فهل بين هؤلاء العلماء مدلول هذه الآيات للمسلمين وأن لا عهد لهم ولا ذمة إن قاموا بما ينقض العهد ؟!
وهل بينوا لهم الشروط العمرية وكيف ينقض بها العهد ؟!
وهل بينوا للناس حكم أعطائهم العهد والميثاق وهم يسفكون دماء المسلمين
في العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان واغتصابهم النساء ، واعتبار
أن المسلمين ضيوفا عندهم ، مع تخزينهم للسلاح ضد المسلمين ،وقيامهم بالدعوة
للتبشير كما يزعمون مع طعنهم علنا بالقرآن ؟!
وقد رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قريش عهدها لما دخل في عهده قبيلة خزاعة وفي عهد قريش قبيلة بني بكر فاعتدت قبيلة بكر على خزاعة وعاونتها قريش على ذلك فلما عرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن قريش قد عاونت بني بكر على خزاعة رد إليهم عهودهم وقاتلهم.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
0 التعليقات: